الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول


شاطر
 

  المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Sakura Harono
« مشرف قسمـ »
« مشرف قسمـ »
Sakura Harono

« مساهماتي » : 247
« اعجاباتي » : 122
الماساتي ❖ : 4
قلاداتي ❧ : 100
« العمر » : 31
« الجنس » : انثى

 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Empty
Sakura Haronoمُساهمةموضوع: المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات    المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Emptyالسبت مايو 14, 2016 3:31 pm

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليڪم ورحمة الله وبرڪاته


ڪيف حال أعضاء وزوار منتدتنا


أسأل الله أن يغفر لنا ويرحمنا برحمته.


 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات 675rbs


الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:






يقول الله تبارك وتعالى في ڪتابه العزيز: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ 


وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ 




وَالذَّاڪرِينَ اللَّهَ ڪثِيرًا وَالذَّاڪرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب:35].



✿ 


وروى التِّرمذي (3022) وغيره عن مجاهد عن أمِّ سلمة أنَّها قالت: «يَغزُو الرِّجالُ ولا تغزو النِّساء، وإنَّما لنا نصفُ الميراث فأنزل الله: 


﴿وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَڪمْ عَلَى بَعْضٍ﴾، قال مجاهد: فأنزل فيها ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ﴾ الآية».


°


فقول الله تعالى: ﴿وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ﴾ نهيٌ عن مجرَّد تمنِّي المرأة أن تڪون مثلَ الرَّجل، فڪيف بمن يُنڪرُ الفوارقَ الشَّرعية بين الرجل والمرأة 


وينادي بإلغائها ويطالبُ بالمساواة بينهما؟
فالمسلمةُ التي رضيت بالله ربًّا وبالنبي محمد ﷺ رسولا وبدين الإسلام دينا تعلم علم يقين أنَّ غايةَ خلقها عبادةُ الله وحده وطاعتُه 


وطاعةُ رسوله، خلقها الله خلقًا سويًّا، وفرَّق بينها وبين الرَّجل في الخِلقة والتَّڪوين وفي القدرات والأداء، وڪلَّفها بتڪاليف 


توافق فطرتَها وأصلَ خِلقتها، وجعل لها حقوقا وواجبات، وفضَّل الرَّجل عليها وجعلَ له القوامةَ، فقال سبحانه: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى



النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ﴾[النساء:34]، 



وقال الله تعالى: ﴿وَلَيْسَ الذَّڪرُ ڪالأُنثَى﴾[آل عمران:36]، فهذا قدرٌ ڪونيٌّ لا يزول ولا يَبيد، مِن أجل أن يقوم ڪلٌّ منهما 





بما أُنيط به منأحڪامٍ وواجبات وتنتظمُ مصالحُ العباد والحياة، وتجتمع الأُسَرُ على الخير والصلاح، 



وفق أُسُس متينة وأعراف شريفة.


...


فالمرأةُ المسلمة المؤمنة الصالحة راضيةٌ بأحڪام الله وقضائه وقدره، لأنَّها تدرك بإيمانها أنَّ الله اللطيفُ الخبير العليم الحڪيم لا يقدِّر 


ولا يشرَع لها إلا ما فيه مصلحتُها الدنيويةُ والأخرويَّة، ﴿أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِير﴾[المُلك:14]، فڪلُّ الأحڪام التي تخصُّ 


المرأةَ في دينها ومعامَلتِها مع زوجها مِن نڪاح ومعاشرة وحقوق، وخُلع وطلاق، ڪلُّها من شرع الله وأمره، صلُحت به أمَّهات المؤمنين 


ونساءُ المسلمين منذ عُقود وعهود، وستصلُح به جميعُ المؤمنات المتَّبعات لشرع الله المبتغيات ما عند الله، المعتَزَّاتِ بدين الله


﴿وَمَا ڪانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَڪونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا


[الأحزاب:36]، فالإسلامُ الحقيقيُّ ليس بالادِّعاء بل هو الاستسلام والإذعان لأمر الله وشرعه، ولو ڪان مخالفًا لهوى الإنسان وفڪره.


○•


ومن لازم الاستسلام لله والرِّضا بدين الله الڪفرُ بما تُمليه عقول الناس السخيفة المخالفة لأوامر الله وشرعه.


,


فما عُرف شرعٌ أڪرَمَ المرأةَ وحفظ لها حقوقها مثلَ شرع الله، فقد أڪرمها أُمًّا: ﴿وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ ڪرْهًا وَوَضَعَتْهُ 


ڪرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاَثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْڪرَ نِعْمَتَك الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ 



وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ﴾[الأحقاف:15]، وفي «الصَّحيحين» عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ الله ﷺ فَقَالَ: 



يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: «أُمُّك» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّك» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ أُمُّك» قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ 


قَالَ: «ثُمَّ أَبُوك»(1).




وأڪرمها وحفِظ حقوقَها بنتًا، فحرَّم وَأدَ البنات الذي ڪان مِن أعمال الجاهلية النَّڪراء، ورغَّب في تربيتهنَّ وبيَّن ما في ذلك 


من الأجر العظيم والخير الجزيل.


❀ ❝


فعن عائشة رضي الله عنها قالت: «دَخَلَت امْرَأَةٌ مَعَهَا ابْنَتَانِ لَهَا تَسْأَلُ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي شَيْئًا غَيْرَ تَمْرَةٍ، فَأَعْطَيْتُهَا إِيَّاهَا، فَقَسَمَتْهَا 


بَيْنَ ابْنَتَيْهَا، وَلَمْ تَأْڪلْ مِنْهَا، ثُمَّ قَامَتْ، فَخَرَجَتْ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ ﷺ عَلَيْنَا، فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: «مَنِ ابْتُلِيَ مِنْ هَذِهِ البَنَاتِ بِشَيْءٍ ڪنَّ لَهُ 



سِتْرا مِنَ النَّارِ»(2).



❆ ❝


وأڪرمها زوجاً: فقد أوصى بها رسول الله ﷺ في أعظم مجمع للمسلمين في حجة الوداع، ڪما في «صحيح مسلم» (1218): 


«... فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّڪمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِڪلِمَةِ اللهِ».


❞✿ 


وعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «خَيْرُڪمْ خَيْرُڪمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُڪمْ لأَهْلِي»(3).


°


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «أَڪمَلُ المُؤْمِنِينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُهم خِيَارُهم لنسائهم»(4).


...


وجعلها الإسلامُ شقيقةَ الرجل في الحقوق والواجبات إلا فيما خصَّها الله تعالى به لاختلاف طبيعتها وخِلقتها عن الرَّجل، وتشترك


معه في تربية الأولاد، وتقوم على خدمتهم، واستقرارهم.


•○•○


أڪرمها أرملةً فحثَّ على رَعي شؤونها تڪريما لها وحفاظا عليها وحراسة لها، ففي «الصحيحين» عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ:


قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْڪينِ، ڪالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ»(5).


❁,


فأيُّ فضلٍ وأيُّ عظمة هذه، فأين دعاةُ الحقوق والمساواة من هذه التشريعات الرَّبَّانيَّة.




ثم إنَّ المرأةَ المسلمةَ المؤمنةَ مطالبةٌ بطاعة الله سبحانه فيما أمر والانتهاءِ عما نهى عنه وزجر إن ڪانت تؤمن بالله واليوم الآخر، 


فهي مُبتلاة في هذه الدنيا ڪالرجل، فطاعتُها لزوجها وعدمُ التَّطاول عليه وأداءُ الحقوق له والعملُ على مرضاته مِن طاعة الله سبحانه


الآمرِ بذلك، وعملُها بشريعة الله في الأحڪام ـ ڪأحڪام الزَّواج والطَّلاق والخلع والحضانة وغير ذلك ـ من طاعة الله، فهي أحڪام شرعية


قطعيةٌ ثابتة بڪتاب الله وسنة رسوله ﷺ باقيةٌ إلى قيام الساعة لا تتغير ولا تتبدل بتغير الأزمان والأشخاص، وهي من دين الله الذي 


ارتضاه لعباده ورضيبه المسلمون والمسلمات، فالعملُ بغيره ومخالفته مخالفةٌ لأوامر الله ونواهيه، والخيرُ ڪله فيما شرع اللهُ وقضى، 


لا فيما شرعته عقول البشر، ولو ڪان ذلك مما يشقُّ على بعض الناس؛ فالجنَّة حُفَّت بالمڪاره والنار حُفَّت بالشهوات ڪما أخبر الصادق 


المصدوق ﷺ، لڪنِ المؤمنةُ الصادقةُ تُحِسُّ بلذة طاعة الله، ولا يطمئنُّ لها بال ولا يَقَرُّ لها قرار حتى تؤدِّي الواجبات والحقوق ڪما أمر الله


وشرع، وعاقبةُ ذلك النجاةُ من غضب الله وعذابه وسخطه وعقابه، ونيلُ مرضاته ودخولُ جِنانه، ففي المسند وغيرِه عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ 


بْنِ عَوْفٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا:





ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ»(6).



❀ ❝


ولو قرأت المرأة المسلمة المستسلمة لله هذا الحديث العظيم ووقفت معه وقفات إيمانية بعيدة عن وساوس شياطين الإنس والجن،


لعلمت ماذا يُراد منها في هذه الدنيا، وما ڪلَّفها به الله تعالى، ففي «السُّنن الڪبرى» للنَّسائي (8914) عن الحُصَيْنِ بنِ مِحْصَنٍ: عن 


عَمَّةٍ لَهُ أَتَتِ النَّبِيَّ ﷺ لِحَاجَةٍ، فلمَّا فرَغَ من حاجَتِها قَالَ لَهَا: «أَذَاتُ زَوْجٍ أَنْتِ؟» قَالَتْ: نَعَمْ. فقَالَ: «فڪيْفَ أَنْتِ لَهُ؟»، فَقَالَتْ: مَا آلُوهُ إِلا





مَا أعَجَزُ عَنْهُ(7)، فقَالَ: «انْظُرِي أَيْنَ أَنْتِ مِنْهُ فَإِنَّهُ جَنَّتُك وَنَارُك».



 ❝


لڪن دُعاة السوء زيَّنوا لها الباطل بصورة الحقِّ، وأدخلوها في ظلمات الشرِّ، وقد روى «البخاري» (3606)، و«مسلم» (1847) من 


حديث حُذَيْفَةَ ابنِ اليَمَانِ قال: ڪانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ الله ﷺ عَنِ الخَيْرِ، وَڪنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِڪنِي، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ


اللَّهِ إِنَّا ڪنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِك الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: 


«نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْڪرُ» قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِك الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، 


دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَڪلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا».


❞✿ 


نعم ڪثُر دعاةُ الفتن الذين هم مِن جِلدتنا ويتڪلَّمون بألسنتنا لڪنَّهم يدعون إلى التمسُّك بما عليه الڪفار والملحدون وإلى ترك شريعة 


الله والانسلاخ من الدين، وفصلِ المجتمع المسلم عن أحڪام الله، ورڪزوا على المرأة المسلمة؛ لأنها مُربيَّةُ الأجيال 


وعليها قوام الأمة والآمال. 


°✿


وقد وُجد لهذه الأبواق المنتنة مَن يساندها ويُدافع عنها من النساء وأشباه الرجال، وهذا مِصداق ما قاله الشيخ الإمام عبد الحميد 


بن باديس رحمه الله: «إنَّ القائدَ الذي يقول للأمة: إنَّك مظلومةٌ في حقوقك وإنَّني أُريد إيصالَك إليها، يجدُ منها ما لا يجده 


مَن يقول لها:إنَّك ضالَّةٌ عن أصولِ دينك وإنَّني أريدُ هدايتَك، فذلك تُلبِّيه ڪلُّها، وهذا يُقاومه معظمُها أو شطرُها»(8).


...


تباڪوا عندها بأنَّ حقوقَها مهضومةٌ وهي امرأةٌ مظلومة، ولا يمڪن استردادُ مظالِمك إلا بالانسلاخ من دينك، وأنَّك في هذه الدنيا


خُلقت مثلَ الرجل بل أعظم، فصوَّروا لها الباطل في صورة الحق، والڪذبَ في صورة الصدق.


•○•○


وهؤلاء الدعاة، منهم من لم يدخل الإيمانُ في قلبه، ولم يعرف سعادةَ الدنيا فضلا عن الآخرة، وظنَّ أنَّ سعادةَ المرأة باللَّهث وراء المال 


والجاه والسلطان والتسلطَ على الرجال، فلم يَنعَم بالإيمان والطمأنينة التي تلقاها المرأةُ المسلمة المطيعة لربِّها العاملة على رضى


زوجها، وقد قال الله تعالى في ڪتابه وڪلامُه حقٌ وصدق: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَڪم مِّنْ أَنفُسِڪمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْڪنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَڪم مَّوَدَّةً




وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِك لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَڪرُون﴾[الروم:21]، وقال: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَڪرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ








أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا ڪانُواْ يَعْمَلُون﴾[النحل:97].



❁,


فأين السعادةُ والهناء والمودة والرخاء في تسلط النساء على الرجال، وجعل القَوامةِ لهنَّ في ڪل مجال، لڪن مَن ڪان فاقدا للإيمان يدعو 


غيرَه مِن الناس إلى الڪفر والإلحاد والخروج من شريعة الرحمن، والعملُ بذلك إيذانٌ بزوال النعم وحلول النِّقم ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِك قَرْيَةً أَمَرْنَا






مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾[الإسراء:16].





وصِنفٌ آخرُ انبهروا بما عليه الغربُ الڪافر من التَّمدُّن والحداثة والحضارة، وأُعجِبُوا بما هم عليه من الحريَّات وأيُّ حرِّيَّاتٍ؟! فاتَّبعوا سبيلَهم، 


ومشَوْا على آثارهم ليُرضوهم وما هم عنهم براضين حتى يترڪوا الدِّين الذي أنزله الله رَبُّ العالمين ﴿وَلَن تَرْضَى عَنك الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى 





حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءك مِنَ الْعِلْمِ مَا لَك مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِير﴾[البقرة:120].



❀ ❝


وأما المسلمون فهم راضون عن الله وأحڪامِه، يعلمون أنَّ اللهَ الحڪيمَ الخبيرَ بأحوال عباده ما شرع لهم إلا ما فيه سعادتُهم في الدنيا


والآخرة،وأنَّ دينَهم قائمٌ على جلب مصالح العباد ودرء المفاسدِ عنهم، لا يرضون عنه بديلا ولا تغييرا، يعتزُّون بدينهم وعقيدتهم وشريعتهم،


فهي أحڪم الشرائع وأعدلُها وأسلُمها، يؤمنون بقول الله جل في عُلاه: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾[آل عمران:19]، وبقوله: ﴿وَمَن يَبْتَغِ



غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين﴾[آل عمران:85]، وهذا الإيمان لا يتحقَّق إلا بالعمل بشريعة الله في ڪل 



المجالات عقيدةً وعبادة وتعاملا وأخلاقا، وأداءِ الحقوق بين الزوجين، ومعرفةِ الزوج حقَّ زوجته عليه وعدلِه في معاملتها والابتعاد عن 


ظلمها، ومعرفةِ الزوجة حقَّ زوجها عليه وأنَّ طاعتَه في المعروف من طاعة الله، وأن لا تڪون عَونًا لأدعياء السوء ودعاةِ التغيير والتغريب 


لتبديل شرع الله بشرع مَن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فالمسلم غيرُ الڪافر، والمسلمة غيرُ الڪافرة، ولڪلٍّ شِرعُته ومنهجُه ودينه، 


والحڪم لله وحده: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْك الْڪتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْڪتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْڪم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ



عَمَّا جَاءك مِنَ الْحَقِّ لِڪلٍّ جَعَلْنَا مِنڪمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَڪمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَـڪن لِّيَبْلُوَڪمْ فِي مَآ آتَاڪم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى



الله مَرْجِعُڪمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُڪم بِمَا ڪنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُون﴾[المائدة:48].



❆ ❝


فاقبلوا أيُّها المسلمون من الله حڪمَه، فدينُڪم الإسلام لا دينَ لڪم غيرُه، وأما ما يُمليه علينا الأعداء والڪفار فهو طريق للهاوية 


وسبيل للردى والنار الحامية.


 
 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات R8vup3


واسمعي أيَّتها المرأة المسلمةُ نداءَ الله تعالى فبعد أن ذڪر ـ في سورة سمَّاها بسورة النساء ـ أحڪامًا ڪثيرة جَمَّةً وَأَوَامِرَ وَنَوَاهي متعددة 


تتعلَّق بالميراث والزواج والتعدُّد والطلاق وغير ذلك مما يصلح لبناء الأُسَرِ في الإسلام، قصَد مِنْها اسْتِئْنَاسَ الْمُؤْمِنِينَ وَاسْتِنْزَالَ نُفُوسِهِمْ 


إِلَى امْتِثَالِ الْأَحْڪامِ المذڪورة، لأنَّهَا أَحْڪامٌ تُفْضِي إِلَى خَلْعِ عَوَائِدَ أَلِفُوهَا، وَتصَرْفِهُمْ عَنْ شَهَوَاتٍ اسْتَبَاحُوهَا، فقال سبحانه بعد تقريرها:


﴿يُرِيدُ اللّهُ لِيُبَيِّنَ لَڪمْ وَيَهْدِيَڪمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِڪمْ وَيَتُوبَ عَلَيْڪمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَڪيم 26 وَاللّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْڪمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ



الشَّهَوَاتِ أَن تَمِيلُواْ مَيْلاً عَظِيمًا 27 يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنڪمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾[النساء:26-28](9).



°✿


فلا يعلم ما يُصلحُك إلا خالقُك ورازقك ومدبِّرُ أمرك، فمَن رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا فليرض بأحڪامه وشرائعه،


ولله الأمر من قبل ومن بعد.




 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات 408901yacyx2kkw1




(1)  «صحيح البخاري» (5971)، «صحيح مسلم» (2548).


(2) «صحيح البخاري» (1418)، «صحيح مسلم» (2629).


(3) «جامع الترمذي» (3895)، وصححه الألباني.


(4) «مسند أحمد» (7402)، وصححه الألباني.


(5) «صحيح البخاري» (5353)، «صحيح مسلم» (2982).


(6) «مسند أحمد» (1661)، وحسنه الألباني في «صحيح الترغيب» (1932).


(7) أي: ما أقصِّر ولا أترك مِن بِرِّه وطاعته إلاَّ ما لا أقدر عليه، ولا أستطيعه.


(8) «آثار ابن باديس» (3 /295).


(9) انظُرْ: «التَّحرير والتَّنوير» (5 /18).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
GaMe OveR
« عضو عادي »
« عضو عادي »
GaMe OveR

« مساهماتي » : 213
« اعجاباتي » : 63
الماساتي ❖ : 0
قلاداتي ❧ : 10
« العمر » : 26
« الجنس » : انثى

 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Empty
GaMe OveRمُساهمةموضوع: رد: المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات    المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Emptyالأحد مايو 15, 2016 9:39 am

وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته smile1


بارك الله فيك أختي smile22
طرحت فأبدعت smile27

جعله الله في ميزان حسناتك


++تقبلي مروري smile15
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Golden Girl
« ادارة المنتدى »
« ادارة المنتدى »
Golden Girl

« مساهماتي » : 92
« اعجاباتي » : 98
الماساتي ❖ : 1
قلاداتي ❧ : 10
« الجنس » : انثى

 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Empty
Golden Girlمُساهمةموضوع: رد: المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات    المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Emptyالإثنين مايو 16, 2016 12:02 am

بـآرك الله فيك

و جعله في ميزان حسنـآتك ْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Sakura Harono
« مشرف قسمـ »
« مشرف قسمـ »
Sakura Harono

« مساهماتي » : 247
« اعجاباتي » : 122
الماساتي ❖ : 4
قلاداتي ❧ : 100
« العمر » : 31
« الجنس » : انثى

 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Empty
Sakura Haronoمُساهمةموضوع: رد: المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات    المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Emptyالإثنين مايو 16, 2016 9:44 am

بارك الله فيكما


نورتو الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siham
« عضو عادي »
« عضو عادي »
siham

« مساهماتي » : 120
« اعجاباتي » : 53
الماساتي ❖ : 1
قلاداتي ❧ : 10
« الجنس » : انثى

 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Empty
sihamمُساهمةموضوع: رد: المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات    المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Emptyالإثنين مايو 16, 2016 12:15 pm

جزاك الله كل خير

شكرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Sakura Harono
« مشرف قسمـ »
« مشرف قسمـ »
Sakura Harono

« مساهماتي » : 247
« اعجاباتي » : 122
الماساتي ❖ : 4
قلاداتي ❧ : 100
« العمر » : 31
« الجنس » : انثى

 المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Empty
Sakura Haronoمُساهمةموضوع: رد: المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات    المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات Emptyالإثنين مايو 16, 2016 4:36 pm

شكرا لك
نورتي الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المرأةُ المسلمةُ والتَّغيُّرَات
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نقطة الأنمي :: الساحة العامة :: ●● القسم الاسلامي-
انتقل الى: